النائب د. فايز بصبوص
عند البدء بقراءة دقيقة لما أفرزته احتفالات الشعب الأردني بميلاد جلالته يجب الأخذ مضامين كل الاحتفالات حتى هذا اليوم بعين الاعتبار، وذلك انطلاقا من توحد طبيعي موضوعي في المضامين يعبر عن مدى مستوى الوعي المتطور الذي وصل اليه الأردنيون بكل أطرافهم واطيافهم ومؤسساتهم المدنية والأهلية والرسمية وعشائرهم، والسبب بذلك أن تلك الخطابات والشعارات واللقاءات قد تقاطعت وتمحورت حول إسناد النظام السياسي الأردني في موقفه المعلن والثابت من القضية الفلسطينية، وما يحاك ضدها من مؤامرات تهدف إلى تصفية هذه القضية المركزية على حساب الشعب الفلسطيني والشعب الأردني، وما تبقى من قوى رافضة لصفقة القرن المشؤومة فهذا التكامل بين المؤسسات والشخصيات والاطياف جاء دون تنسيق ودون ايحاءات وبكل شفافية واضحة، فالتوحد خلف القيادة الهاشمية الفذة لا يأتي من خلال تبعية تقريرية مرجعية تنفذ دون تفكير على قاعدة القائد الملهم، إنما التكامل الأردني جاء انطلاقا من ذلك الوعي الذي رسخه التاريخ بأن التلاحم الأردني الفلسطيني هو تلاحم مصيري ولا يمكن فصله او العبث فيه وبذلك فان كل مؤامرة مهما كان تزيينها ومهما كانت الاغراءات التي تقدم للموافقة عليها فأنها مكشوفة تماما ولذلك فان رفضها طبيعي قائم من الثوابت والقواعد الاصيلة للشعب الأردني والتي تتكامل دائما مع استراتيجيات النظام السياسي وتكتيكاته وهذا ما جعل كل محاولات الضغط لإخراج الثوابت القيمية الأردنية من المعادلة بائت بالفشل وننصحهم بالبحث عن أدوات والاعيب أخرى فحصانة الجبهة الداخلية ووحدتها ووعيها هو الذي خلق ذلك التكامل ووظف مناسبة عيد ميلاد القائد ليبعث رسائل الى كل من يهمه الامر بان الأردني وفلسطين صخرة متماسكة ستنهار بمواجهتها كل المؤامرات من العدو ومن الصديق لأننا نملك قدرة على قراءة الشكل والمضمون ووحدتنا وتوحدنا مع جلالته يجب أن يدرسه العالم ليعرف ما هي المرتكزات الحقيقية للوحدة بين الشعب والقائد.